.
قال ابو عبد الله :لا أعرف كيف أروي لك هذه القصة التي عشتها منذ فترة والتي غيرت مجرى حياتي كلها والحقيقة انني لم أقرر أن أكشف عنها
..الا من خلال احساسي بالمسؤولية تجاه الله عزوجل
...ولتحذير بعض الشباب الذي يعصي ربه ...وبعض الفتيات اللاتي يسعين وراء وهم زائف اسمه الحب ...كنا ثلاثة من الاصدقاء يجمع بيننا الطيش والعجب كلا بل أربعة
..فقد كان الشيطان رابعنا ...
فكنا نذهب لاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول ونستدرجهن الى المزارع البعيدة
وهناك يفاجأن بأننا قد تحولنا الى ذئاب لا ترحم توسلاتهن بعدأن ماتت قلوبنا ومات فينا الاحساس
هكذا كانت أيامنا وليالينا في المزارع في المخيمات والسيارات على الشاطىء الى أن جاء اليوم الذي لا أنساه ...
...]ذهبنا كالمعتاد للمزرعة كان كل شيء جاهزاّ الفريسة (فتاة )لكل واحد منا الشراب الملعون شيء واحد نسيناه هو الطعام ..وبعد قلبل ذهب أحدنا لشراء طعام العشاء بسيارته كانت الساعة السادسة تقريبا عندما انطلق
..ومرت الساعات دون أن يعود وفي العاشرة شعرت بالقلق عليه فانطلقت بسيارتي أبحث عنه ..وفي الطريق رأيت حادثا فظيعا ..وعندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي والنار تلتهمهاوهي مقلوبة على أحد جانبيها
أسرعت كالمجنون أحاول اخراجه من السيارة المشتعلة
وذهلت عندما وجدت نصف جسده قد تفحم تماما لكنه على قيد الحياة فنقله الى الارض ...وبعد دقيقة فتح عينيه وأخذ يهذي ويصرخ قائلا :النار..النار
فقررت أن أحمله بسيارتي وأسرع به الى المستشفى لكنه قال لي بصوت باك :
لا فائدة ..ان أصل ..فخنقتني الدموع وأنا أرى صديقي يموت أمامي فوجئت به يصرخ :ماذا أقول له ..ماذا أقول له ؟
نظرت اليه بدهشة وسألته :من هو ؟قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق :الله
أحسست الرعب يجتاح جسدي ومشاعري وفجأة أطلق صديقي صرخة مدوية
ولفظ أخر أنفاسهومضت الايام لكن صورة صديقي الراحل لا تزال تترددفي ذهني وهو يصرخ والنار تلتهمه ..ماذا أقول له ..ماذا أقول لله تعالى ؟
ووجدت نفسي أتساءل :وأنا ماذا سأقول له ؟فاضت عيناي واعترتني رعشة غريبة
[وفي نفس اللحظة سمعت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر مناديا :الله أكبر ..الله أكبر
[وعندما نادى :حي على الصلاة ..أحسست أنه نداء خاص بي يدعوني الى طريق النور والهداية
فاغتسلت وتوضأت وطهرت جسدي من الرذيلة التي غرقت فيها لسنوات ...
وأديت الصلاة..ومن يومها لم أترك فرضاّ..وأحمد الله الذي لا يحمد سواه ...
لقد أصبحت انساناّ أخر ...وسبحان مغير الاحوال
فتلك هي حكاية توبتي وها أنا ذا أقول لكل شاب :الحذر
..الحذر من صحبة من يعينوك على تعدي حدود الله وفي حكايتي عبرة وعظة فهل من معتبر